روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | الإضاءات العشر على طريق حُسن الخلق!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > الإضاءات العشر على طريق حُسن الخلق!


  الإضاءات العشر على طريق حُسن الخلق!
     عدد مرات المشاهدة: 2849        عدد مرات الإرسال: 0

صحَّ عن المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: «اللهم إهدني لأحسن الأخلاق لا يهدى لِأحسنها إلا أنت، وإصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت» رواه الترمذي وأبو داود، وصححه الألباني.

وكان من دعائه: «اللهم حسن خُلقي كماحسنت خَلْقي» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

وقال الحق سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم {وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم:4].. فلا غرابة أن تصفه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: كان خُلُقُه القرآن، رواه مسلم.

وليس أبلغ في حثِّه صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق من قوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» رواه أحمد.

*أيتها المرأة المسلمة الفاضلة..

يا من تتخذ رسولها وحبيبها قدوة، وأسوة الحسنة، وترغب رغبة صادقة في التحلى بالأخلاق الكريمة والتمييز بين الخطأ والصواب عليكِ أن تدركي أن خُلق المرء لا ينفك عن عقيدته ودينه فهو ثمرة له.

والمتأدب مع ربه لا يسعه إلا التأدب مع خلقِه ولا يسَعه إلا إتباع شرعِه وما أوجبه سبحانه على عباده في معاملة بعضهم البعض، عندئذٍ تظهر مكارم الأخلاق حتما، وعندما حقق الرسول صلى الله عليه وسلم الكمال في ذلك شهد له الله عز وجل بأنه على خلق عظيم.

وهذه إشارات هامة على درب حسن الخلق، إحرصي عليها لتنالي هذا الشرف العظيم «إن من أحبكم إلىَّ أحسنكم أخلاقا» رواه البخاري.

1= كوني يقظة: أحيانا يحيط بالإنسان طرق عديدة يحسبها سبلا لتهذيب النفس وإصلاحها وقد تنحرف به عن غايته، فعليكِ إتباع طريق الرسول والسلف الصالح فكل طريق غير طريقهم لن يأمن السائر فيه من التخبط والهلاك.

2= إحرصي على معرفة الأحكام الشرعية وتعلمها والسؤال عنها وأخذ النفس بها ومجاهدة النفس وترويضها عليها، وأن تضعي نصب عينيك فضل التحلى بالأخلاق الكريمة وفوائدها في الدنيا والآخرة.

3= من أشد الأخطاء خطرا أن يُنسب الخطأ للدين ومحاولة تأييده جهلا بالدين أو بالكتاب والسنة، ففي هذا من الأخلاق السيئة ما فيه من التسرع والكذب والكبر.

4= حافظي على خلقك وأدبك مع الأقربين فأحيانا يغتر الإنسان بالقرابة وكأنه لا يلزمه التعامل بالأخلاق في هذه العلاقة، والحقيقة أن المعدن الحقيقي يظهر مع المقربين دون تكلف أو طمع أو تدليس، قال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذي.

5= إعملي على إيجاد الحافز الذاتي في نفسك وفيمن حولك إلى التحلى بمكارم الأخلاق، وذلك عن طريق الإيمان بالله واليوم الاخر وبقضاء الله وقدره، والتعرض لتربية المربين الربانيين وقبول ما عندهم من الخير والأخلاق الحميدة والحرص على التواجد في بيئة صالحة.

6= الرجوع إلى الحق ولا سيما في مواطن الخلاف والشجار فذلك دليل على حب العبد لله الحق وتعلقه به، وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم: «اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه».

7= التزمى بالخلق الحسن في تأديب أبنائك حتى لو كان دافعك حماستك ورغبتك في الإصلاح فعليكِ بإتباع الأسلوب والوسيلة المشروعة في التأديب، وإحذري من تجاوز الحد في إستخدام المشروع بالإفراط في المقدار أوعدم الحكمة في وضع المشروع في غير موضعه، ولا تنسي أنك مؤدِّبة ومربية ولست بمعذبة وقاهرة لهم.

8= احرصي على أن يكون لديك ميزانًا صحيحًا تتعرفين به على حقيقتك وتُقوِّمين به أخلاقك، إنظري فيه كيف تتعاملين في السر والعلانية، وفي الرضا والغضب، وفي الرغبة والزهد، وفي الضعف والقدرة، وفي القبول والرفض، ثم قومي بمحاسبة نفسك وتحكيم عقلك وحفظ لسانك.

9= لا تُتبعي الإساءة بالإساءة بل أتبعيها بالحسنة. قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34].

ولا تلتمسي لنفسك العذر في الخطأ البسيط فليس المهم حجم الخطأ وإنما المهم البحث في دوافعه حتى تدركي الحقيقة وتسدي الباب إلى الانزلاق إلى ما قد يكون أكبر.

10= إحذري أن تحكمك الظروف أو المتغيرات التي تحيط بكِ بحيث تكون عذرا لكِ في الإساءة إلى الآخرين، ولتكن مخالطتك للناس طريقة لتهذيب النفس فإذا رأيتِ منهم خُلقا تكرهينه فإبتعدي عنه، وإعلمي أنهم يكرهون منكِ ماتكرهينه وترفضينه منهم فلا تطلبين من المحيطين بكِ خُلقا حميدا وتنسي أن تكوني أول من يتحلى به.

ولنعلم جميعا أن علينا الحفاظ على الأخلاق التي أوضحها لنا منهجنا الإسلامى، وليكن همنا توارث الأخلاق الحميدة والأعمال الفاضلة والعلم والدين… فأين الوارثون لهذا الإرث العظيم؟.

الكاتب: تهاني الشروني.

المصدر: موقع رسالة المرأة.